mizooo811 المشرفون
عدد المساهمات : 353 تاريخ التسجيل : 27/06/2010 العمر : 29
| موضوع: انواع الكذب الجمعة يوليو 30, 2010 7:57 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اعلم ـ رحمني اللَّهُ وإيَّاكَ ـ أنَّ الكذبَ نوعان : الأوَّلُ : كذبٌ غيرُ متعَمَّدٍ : ويقع فيه طائفةٌ من النَّاس كالصالحين ، والعُبَّادِ ، والزُّهَّاد ممَّن أخذتهم العبادةُ والصَّلاحُ ؛ فأهملوا مرويَّاتهم ؛ فدخل عليها ما ليس منها ؛ فاستحقُّوا بذلك التركَ . قال يحيى القطانُ : (( ما رأيتُ الصالحينَ في شيءٍ أكذبُ منهم في الحديثِ )) . خرَّجه مسلمٌ في مقدِّمةِ ((كتابِهِ الصَّحيحِ )) ، وابنُ عديٍّ في (( الكاملِ )) [1/151] ، والخطيبُ في (( الجامعِ )) [1607] ، وفي (( التاريخِ )) [2/98] ، وفي (( الكفايةِ )) [ص/158] من طريق عفَّان عن ابنِ يحيى بنِ سعيدٍ أنَّه سمع أباه يقول ، وذكره . وذكره الحافظُ أبو الفرجِ زينُ الدِّين بنُ رجبٍ الحنبليُّ ـ رحمه اللَّه تعالى ـ في (( شرحِ عللِ الترمذيِّ )) [1/389] . وهو في (( العللِ ومعرفة الرجال )) للإمام أحمدَ بروايةِ ولدِهِ عبدِ اللَِّه [2989] ، ومن طريق عبدِ اللَّهِ ابنُ عديٍّ في (( الكامل )) 1/151] ، وذكره أبو جعفرٍ العقيليُّ في (( الضعفاءِ )) [1/14] . وخرَّجه أبو يعلى الخليلُ في (( الإرشاد )) [1/171ـ172] من طريق عليِّ بنِ المدينيِّ ، قال سُئل يحيى بنُ سعيد القطان عن مالك بنِ دينارٍ ، ومحمَّد بنِ واسعٍ ، وحسَّان بنِ أبي سنانٍ ، قال : (( ما رأيتُ الصالحين في شيءٍ أكذبُ منهم في الحديثِ ؛ لأنهم يكتبونَ عن كلِّ من يلقونَ لا تمييز لهم فيه )) ، وذكره الحافظُ أبو الفرجِ زَيْنُ الدّين بنُ رجبٍ ـ رحمه اللَّه تعالى ـ في (( شرح علل الترمذيِّ )) [1/389] أيضاً . وإسنادُ الأوَّلِ صحيحٌ ، والثاني حَسَنٌ ، وإن كان شطرُهُ الثاني لا يُعجبني ؛ فإنَّه من رواية أحمد بن كامل ، وهو القاضي غمزه أبو الحسن الدارقطنيُّ كما في سُؤالاتِ ((حمزةَ السَّهْمِيِّ له ))[176] ، و(( أبي عبدِ الرحمن السُّلَميِّ )) [15] ، فوصفَه بالتساهلِ في الرِّوايةِ ، قال : وأهلكه العُجبُ ، وبأنَّه لا يُعدُّ لأحدٍ وزناً من الفقهاءِ وغيرهم ـ نعوذ باللَّه تعالى من العجب ، ونسأله أن يجعلنا دائماً تحت بسَاطِ العلماءِ ـ . وقولُ يحيى ذكره أبو عبدِ اللَّهِ ابنُ الذهبيِّ ( وهو الذهبيُّ ) في (( الميزانِ )) [8291] في ترجمة محمَّدِ بنِ واسعٍ ـ رحمه اللَّه ـ ، بلفظ أبي يعلى الخليلِ وإسنادِهِ ، لكن وقع عنده : (( يكتبونَ عن كلِّ أحدٍ )) . وخرَّجه عبدُ اللَّهِ بنُ الإمامِ أحمدَ في (( العللِ )) [2988] ، ومن طريقه ابنُ حبَّان في تقدمتِهِ لـ (( المجروحين )) [1/67] ، وأبو جعفر العُقَيليُّ في (( الضعفاء )) [1/14] ، والحاكم أبو عبدِ اللَّهِ في (( المدخلِ إلى معرفة كتابِ الإِكليلِ )) [37] ، وابنُ الجوزيِّ في (( الموضوعاتِ )) [1/25] ، وابنُ عبدِ البرِّ في (( التمهيد )) [1/52] عن عُبيدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ القَوَاريرِيِّ ، قال سمعتُ يحيى بنَ سعيدٍ يقول : (( ما رأيتُ الكذبَ في أحدٍ أكثرَ منه فيمن يُنسبُ إلى خيرٍ )) . وذكر الترمذيُّ : (( أنَّه رُبَّ رجلٍ صالحٍ مجتهدٍ في العبادةِ ، ولا يُقيم الشهادةَ ولا يحفظُها ، وكذلك الحديثَ لسُوءِ حفظهِ وكثرةِ غفلتِهِ )) . وقال مسلمٌ ـ رحمه اللَّه ـ : (( يجري الكذبُ على ألسنتِهِم ولا يتعمدون الكذبَ )) . وروى أيضاً بإسنادٍ له عن أيُّوبَ ، قال : (( إنَّ لي جاراً ـ ثم ذكر من فضلِهِ ـ ، ولو شَهد [ عندي ] على تمرتين ما رأيتُ شهادتَهُ جائزةٌ )) . وروى ابنُ عديٍ في (( الكامل )) بإسنادِهِ عن أبي عاصمٍ النَّبيلِ الضَّحَّاكِ بنِ مَخْلَدٍ الشَّيْبانِيِّ ، قال : (( ما رأيتُ الصالحَ يكذبُ في شيءٍ أكثرُ منَ الحديثِ )) . وروى ابنُ أبي حاتمٍ في تقدُمةِ (( الجرحِ والتعديلِ )) [2/33] بإسنادِهِ عن أبِي أُسامةَ ، قال : (( إنَّ الرَّجلَََ يكون صالحاً ويكون كذَّاباً )) ، يعني يحدِّث بما لا يحفظ . وروى عمرٌو النَّاقدُ سمعتُ وكيعاً يقول ـ وذكر له حديثاً يرويه وهبُ بنُ إسماعيلَ الأَسَدِيُّ ـ ، يرويه وهبُ بنُ إسماعيلَ ؛ فقال : (( ذاك رجلٌ صالحٌ ، وللحديثِ رجالٌ )) ، خرَّجه ابنُ حبَّان في (( المجروحين )) [1/67] ، وذكره ابنُ رجبٍ في (( شرح علل الترمذيِّ )) [1/388] . وروى أبو نُعيمٍ في (( الحلية )) [9/6] بإسنادِهِ عن ابنِ مهديٍّ قال : (( فتنةُ الحديثِ أشدُّ من فتنةِ المالِ ، وفتنةُ الولدِ تشبهُ فتنته ، كم من رجلٍ يُظنُّ به الخيرُ قد حمله فتنةُ الحديثِ على الكذبِ )) ، ونقله ابنُ الذهبيِّ في (( السِّيَر )) [9/206] . وقال الحافظُ أبو الفرجِ زينُ الدِّين بنُ رجبٍ ـ رحمه اللَّهُ تعالى ـ في (( شرحِ العللِ )) [1/388] : (( يُشيرُ إلى أنَّ مَنْ حدَّث منَ الصالحينَ من غيرِ إتقانٍ وحفظٍ ، فإنما حمله على ذلك حبُّ الحديثِ والتشبهُ بالحفَّاظِ ، فوقع في الكذبِ على النبيِّ r وهو لا يعلم ، ولو تورَّعَ واتقى اللَّه لكفَّ على ذلك فَسَلِمَ )) . انتهى . وقال أبو عبدِ اللَّهِ بنُ مَنْدَه : (( إذا رأيتَ أحدَ الصالحينَ في إِسنادٍ ؛ فاغسلْ منه يدَكَ )) . ذكره في (( شرح علل الترمذيِّ )) [1/389] . وقال أبو إِسحاقَ الجُوْزَجَانِيُّ ، السَّعديُّ في (( أحوال الرجال )) [ص/37] ، سمعتُ أبا قُدَامَةَ يقول ، سمعتُ يحيى بنَ سعيدٍ يقول : (( رُبَّ صالحٍ لو لم يُحدِّثْ كان خيراً له ، إِنَّما هو أمانةٌ ، إِنَّما هو تأديةُ الأمانةَ في الذهبِ والفضةِ أيسرُ منه في الحديثِ )) ، ذكره في (( شرح العلل )) [1/389] . وقال أبو أحمدَ بنُ عديٍّ في (( الكاملِ )) : (( الصالحونَ قد وُسِمُوا بهذا الاسمِ إن يرووا أحاديثَ في فضائلِ الأَعمالِ موضوعةً بواطيلَ ، ويُتَّهَمُ جماعةٌ منهم بوضعِها )) ، ذكره في (( شرح العلل )) [1/389]. انتهى . قال الشيخ محيى الدِّين النوويُّ ـ رحمه اللَّه ـ في (( شرحِ مسلمٍ )) [1/94] : (( وأما قولُ يحيى بنِ سعيدٍ ( لم نر الصالحين في شيءٍ أكذبَ منهم في الحديثِ ) ، وفى الرِّوايةِ الأُخرى : (( لم تر )) ضبطناه في الأوَّل بالنون ، وفي الثاني بالتَّاءِ المثنَّاةِ ، ومعناه ما قاله مسلمٌ : (( أنَّه يجرى الكذبُ على ألسنتهم ، ولا يتعمَّدون ذلك لكونهم لا يُعانون صناعةَ أهلِ الحديث ؛ فيقع الخطأُ في رواياتهم ولا يعرفونه ، ويرون الكذب ولا يعلمون أنه كذب ، وقد قدَّمنا أنَّ مذهبَ أهلِ الحقِّ : أنَّ الكذبَ : هو الإخبارُ عن الشيءِ بخلافِ ما هو عمداً كان أو سهواً أو غلطاً )). انتهى . قال أبو عبد اللَّه بنُ الذهبيِّ في (( الميزان )) [4217] في ترجمةِ عبدِ اللَّهِ بنِ أيُّوبَ بنِ أبي عِلاَجِ الموصليُّ : متَّهمٌ بالوضعِ ، كذَّابٌ مع أنَّه من كبارِ الصَّالحينَ . انتهى . وعلَّقَ سِبْطُ ابنُ العجميِّ في (( الكشفِ الحَثيثِ )) [378] على ذلك ؛ فقال : (( وكيف يكونُ صالحاً من يكذبُ على النبيِّ r )) . انتهى . قال الجلاَلُ السُّيُوطيُّ في (( تدريب الرَّاوي )) [1/282] في معرضِ كلامِهِ على مصطلح الموضوعِ : (( قال يحيى القطانُ : ما رأيتُ الكذبَ في أحدٍ أكثرَ منه فيمن يُنسبُ إلى الخيرِ )) . قال السُّيُوطيُّ معقِّباً : (( أي لعدمِ علمِهم بتفرقةِ ما يجوز لهم وما يمتنع عليهم ، أو لأنَّ عندَهم حسنُ ظنٍّ وسلامةِ صَدْرٍ ؛ فيحملون ما سمعوه على الصدقِ ، ولا يهتدون لتمييزِ الخطإِ من الصَّوابِ)) . انتهى . فالعبَّادُ الصالحونَ لم يتعمدوا الكذبَ وإنما يقصدُ أنَّه حَصَلَ لهم في مرويَّاتِهم أشياءٌ مناكيرٌ ؛ لغلفتِهِم عن ضبطِها ؛ بإنشغالهم بالعباداتِ والطاعاتِ . وهؤلاءِ المشتغلونَ بالتعبدِ الذين يُتركُ حديثُهم على قسمين : قال ابنُ رجبٍ في (( شرحِ عللِ الترمذيِّ )) [1/389] : (( وهؤلاءِ المشتغلون بالتعبُّدِ الذين يتُركُ حديثُهُم على قسمين : [1] ـ منهم من شغلتْهُ العبادةُ عن الحفظِ : فَكَثَرَ الوَهَمُ في حديثِهِ ؛ فرفع الموقوفَ ، ووصلَ المرسلَ . وهؤلاءِ مثلُ أَبَانَ بنِ أبِي عَيَّاشٍ ، ويزيدَ الرَّقَاشِيِّ ، وقد كان شعبةُ يقولُ في كلِّ واحدٍ منهما : (( لأنْ أزني أحبُّ إليَّ من أنْ أُحَدِّثَ عنه !! )) ـ قالها في أَبَانَ بنِ أبي عيَّاشٍ ـ ، ومثلُ جعفرِ بنِ الزُّبَيرِ ، ورِشْدِين بنِ سعدٍ ، وعَبَّادِ بنِ كثيرٍ ، وعبدِ اللَّهِ بنِ مُحَرَّرٍ ، والحسنِ بنِ أبِي جعفرٍ ، وغيرِهِم . [ وتأتي تتمَّةُ كلامِهِ بعد هذا التعليق الآتي ] قلت : ثُمَّ إنَّه قد يُطلقُ الكَذِبُ على الخطإِ والمخالفةِ ، فيقال في حقِّ الثقةِ ومن هو أرفعُ من الثقةِ ؛ كأن يُقال في حديثٍ مداره على ابن جُريجٍ أو قتادةَ أو غيرِهما : هذا حديثٌ كذبٌ ، بمعنى خطأ ، أو باطلٌ لا أصل له ، وفي ذلك أمثلةٌ عمليَّةٌ تجدها منثورةً في كتبِ العللِ . وقد وقع ذلك بين الصَّحابةِ ـ رضي اللَّه عنهم ـ ، وهذا لا يُوصف صاحبهُ بالكذب الاصطلاحيِّ البتَّةَ ، بل إنَّ الكذبَ هنا في حقِّهِم هو اللُّغويُّ ، وهو مجانبةُ الصَّوابِ ، والذي يُفَسَّرُ بالخطإِ ؛ فإِنَّ أمثالَ هؤلاءِ ما خالطوا الكذبَ الاصطلاحيَّ ؛ وهم بمنأىً عنه .
وأمَّا الثاني : فهو الكذبُ المتعمَّدُ : وهو يعني الخطأَ المتعمَّدَ ؛ وهذا هو دَيْدَنُ الكذَّابينَ ؛ فهم يعلمونَ خطأََ مروياتِهِمُ ، وأنها ليستْ من الصَّواب في شيءٍ ، فيحدِّثونَ ، وهذا تعمُّدٌ وإصرارٌ ، فقبح الكذابين والوضَّاعين . قال أبو محمَّدِ بنُ حزمٍ ـ رحمه اللَّه ـ في (( المُحَلَّى بالآثار )) [8/591] : (( المخطىءُ المعذورُ ، هو الذي لا يتعمَّدُ الخطأَ ، وهو الذي يُقَدِّرُ أنَّه على حقِّ اجتهادِهِ ، وأنَّ المخطىءَ وغيرَ المعذورِ ، هو مَنْ تعمَّدَ بقلبهِ ما صحَّ عنده أنَّه خطأٌ ، أو قطعَ بغيرِ اجتهادِهِ )) . انتهى . قال ابنُ رجبٍ في تتمَّةِ كلامِهِ المتقدِّم في المشتغلين بالتعبُّدِ الذين يُتركُ حديثُهُم : [2] ـ ومنهم من كان يتعمَّدُ الوضع ويتعبد بذلك : كما ذُكِرَ عن أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ غالبٍ ، غُلامِ خليلٍ ، وعن زكريَّا بنِ يحيى الوَقَّارِ المصريِّ . وقد ذكر الترمذيُّ من أهلِ العِبَادةِ المتروكين رجلين : أحدهما : أَبَانَ بنُ أبِي عَيَّاشٍ : وذكر حكايةَ أبِي عَوَانَةَ عنه ، أنَّه جمع حديثَ الحَسَنِ ثُمَّ أَتَى به إليه فقرأه كلَّه عليه ، يعني : أنَّه رواه له كلَّه عن الحَسَنِ ، ولم يتوقَّفْ في ذلك . وقال أحمدُ ، قال لي عَفَّانٌ : (( أوَّلُ من أَهْلَكَ أَبَانَ بنَ أبِي عَيَّاشٍ أبو عَوَانَةَ ، جَمَعَ حديثَ الحسنِ عامَّتَهُ ، فجاء به إلى أبانَ فقرأه عليه )) [ (( العللُ ومعرفةُ الرِّجالِ )) لعبد اللَّه بن الإمام أحمدَ [3544] ] . وقال مسلمٌ في أوَّلِ كتابِهِ [8] : حدَّثنا الحسنُ الحُلْوَانِيُّ ، سمعتُ عفَّانَ ، قال : سمعتُ أبا عوانةَ يقول : (( ما بلغني عن الحسنِ إلاَّ أتيتُ به أبانَ بنَ أبِي عيَّاشٍ فقرأه عليَّ ))... إلى آخرِ كلامِه .
قلتُ : هكذا قد أدرج ابنُ رجبٍ ـ رحمه اللَّه ـ أَبَانَ بنَ أبِي عَيَّاشٍ كما ترى ـ يرحمك اللَّه ـ في قسمِ من يتعمَّدون الكَذِبَ ، وإنَّما هو مع أصحابِ القسمِِ الأوَّل ، أعني من لا يتعمَّدونَ الكذبَ كما قدمناه ، وإليك الأدلَّةُ : قال أبو محمَّدٍ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي حاتِمٍ الرَّازيُّ ـ رحمه اللَّهُ وأباه ـ في ترجمةِ أبانَ من (( الجرحِ والتعديلِ )) [2/295] : سُئِلَ أبو زُرْعَةَ عن أبانَ بنِ أبي عيَّاشٍ ؛ فقال : بصريٌّ ، متروكٌ حديثُهُ ، ولم يقرأْ علينا حديثَهُ . فقيل له : كان يتعمَّدُ الكذبِ ؟ قال : لا ، كان يسمعُ الحديثَ من أنسٍ ، وشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ ، ومن الحَسَنِ ؛ فلا يُمَيِّزُ . وقال أبو أحمدَ بنُ عديٍّ في آخر ترجمتِهِ من (( الكاملِ )) [1/386] : وأرجو أنَّه مِمَّن لا يتعمَّدُ الكذبَ . وقال أبو حاتِمِ بنُ حِبَّانَ في (( المجروحينَ )) [1/96] : سَمِعَ عن أنسِ بنِ مالكٍ ، وجالسَ الحَسَنَ ؛ فكان يسمعُ كلامَهُ ؛ ويحفظُهُ ؛ فإذا حَدَّثَ رُبَّما جعل كلامَ الحسنِ الَّذي سمعه من قولِهِ عن أنس عنِ النَّبِّيِّ صلى اللَّه عليه وسلم ، وهو لا يعلمُ .قلت : قولُهُ (( وهو لا يعلمُ )) ، يُبينُ أنَّه كان مِمَّن لا يتعمَّدُ الكذبَ . قال ابنُ رجبٍ : وهؤلاءِ مثلُ أَبَانَ بنِ أبِي عَيَّاشٍ ، ويزيدَ الرَّقَاشِيِّ . وقد كان شعبةُ يقولُ في كلِّ واحدٍ منهما : (( لأنْ أزني أحبُّ إليَّ من أنْ أُحَدِّثَ عنه !! )) . انتهى . قلت : نعم ، قاله في أبانَ كما روايةِ ابنِ إدريسَ عنه . وقاله في يزيدَ كما في روايةِ يزيدَ بنِ هارونَ عنه . قال يزيدُ بنُ هارونَ : ما كان أهون عليه الزِّنا . وقال شُعيبُ بنُ حربٍ عنه : لأن أشرب من بَوْلَةِ حماري أحبُّ إلَيَّ من أنْ أقولَ : (( حدَّثني أبان )) .. ومن هذا الأقوالِ ، نخلصُ بتوجيهٍ لوصفِ شعبةََ ـ رحمه اللَّهُ ـ له بالكذبِ ، وإفحاشِهِ القولَ فيه إلى أنَّ هذا من قبيلِ خطإِ العُبَّادِ والصَّالحينَ . وأمَّا إيرادُ يعقوبَ بنِ سفيانَ الفَسَوِيِّ له في (( المعرفةِ )) في : (( بابِ من يرغب عن الرِّوايةِ عنهم )) ؛ فهذا لكَثرةِ ما وقع منه من أخطاءٍ ، وأغاليطَ ، وأوهامٍ ، استحق التَّرْكَ بسبَبِها . والسببُ الأصليُ في ذلك غفلةُ الصَّالحينَ ، واللَّه المُعين .
هذا ، وما كان فيه من توفيقٍ فمن اللَّه وحده ، وما كان فيه من خطإٍ ، أو وَهَمٍ ، أو تقصيرٍ ، فمن نفسي ومن الشَّيطانِ ، واللَّهُ ورسولُهُ منه براءٌ . والحمدُ للَّهِ ربِّ العالمين ،،، عن أخوكم: أشرف صالح العشري
"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك | |
|
ishak@ المراقبون
عدد المساهمات : 200 تاريخ التسجيل : 25/06/2010 العمر : 33 الموقع : skype / ishak456
| موضوع: رد: انواع الكذب السبت أغسطس 21, 2010 3:59 am | |
| | |
|
walidovic المشرفون
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 10/08/2010 العمر : 33 الموقع : www.facebook.com /walid chich
| موضوع: رد: انواع الكذب السبت أغسطس 21, 2010 5:27 am | |
| | |
|
mizooo811 المشرفون
عدد المساهمات : 353 تاريخ التسجيل : 27/06/2010 العمر : 29
| موضوع: رد: انواع الكذب الأحد أغسطس 22, 2010 9:40 am | |
| | |
|
اسحاق
عدد المساهمات : 40 تاريخ التسجيل : 31/07/2010 العمر : 29 الموقع : www.skyrok.com
| موضوع: رد: انواع الكذب السبت ديسمبر 25, 2010 1:29 am | |
| مشكوووووووووووور | |
|