السؤال قديم قدم المشكلة نفسها.
هل صحيح ان الرجل لا يكتفي بامرأة واحدة؟
هل هي الطبيعة البشرية؟
يقول علماء البيولوجيا من زمن طويل ان التركيبة البيولوجية للرجل تجعله يسعى للايقاع بشريكات كثيرات. ويقولون ان هذا السعي يضمن بقاء الجنس البشري بافضل حالاته.
اذا كان هذا صحيحا فاننا يجب ان لا نتوقع من الرجال ان يكونوا مخلصين لزوجاتهم واسرهم. ولكن جاء علماء الاخلاق ووضعوا قيودا على السلوك البشري بما في ذلك العلاقات داخل بيت الزوجية.
نلقي الضوء في ما يلي على عدة اسباب تدفع الرجال الى اللعب وراء الظهور. وهي اسباب ليست بترتيب معين وليست حسب الاهمية.
-الرجل لا يحصل على ما يكفي من اهتمام في البيت. الزوجة مع مرور الوقت تنشغل بالاطفال عن الرجل. ويصبح تأمين مستلزمات الاطفال من طعام وملابس ومتابعة في البيت والشارع والمدرسة يشغل كل ما عندها من وقت. ويصبح الرجل بمعنى من المعاني يحتل المركز الثاني من حيث الاهمية التي توليها الزوجة لبيتها. حتى انه في بعض الحالات يصبح التنظيف والطبخ اهم من وقت تقضيه الزوجة مع زوجها.
-الزوجة بانشغالها ببيتها واطفالها لا تهمل الزوج وحده ولكنها تهمل نفسها ايضا. تهمل مظهرها وملبسها. هناك زوجات يقضين النهار كله في البيت بقميص النوم دون تمشيط شعرهن، ودون عناية بزينتهن. والنتيجة: سقوط مريع في امتحان المقارنة بينهن وبين الزميلة في العمل او البائعة في المتجر او حتى النساء في الحافلة او القطار.
-الجنس في البيت يغدو مملا: فالزوجة لا تريد التجريب في غرفة النوم. هي امرأة محافظة بشكل عام. والتنويع بالنسبة الى الرجل مسألة على درجة عالية من الاهمية. وقد يشعر الرجل بدوافع لا تستطيع الزوجة اشباعها.
-الرجل لا يستطيع ان يرفض الفرصة المواتية. فالمرأة الثانية تبدو في غاية الاثارة، ويبدو ان الفرصة ثمينة الى درجة ان من العبث التفكير بان يرفضها، وهو الذي حلم بها اياما وليالي.
-الزوجة بسبب انشغالها بالبيت وشؤونه تصبح كثيرة الشكوى وتميل الى المعاندة والمشاكسة كثيرا من الوقت. وهي بذلك تدفع الزوج دفعا الى الهرب من البيت.
-الرجل قد لا يحب زوجته. ولكن الاعتراف بذلك صعب الى حد كبير. والعلاقة مع امرأة ثانية قد تكون شكلا من اشكال الاعتراف. واذا اكتشفت الزوجة ذلك فالباب دائما مفتوح وبامكانها ان تنصرف الى بيت اهلها في اي وقت تشاء.
-بعض الرجال يجدون مطاردة المرأة الثانية عملا فيه اثارة ومتعة. والاثارة والمتعة اكبر بكثير عندما يتبين انهم نجحوا في مسعاهم واستولوا على المكافأة الثمنية: امرأة جميلة وقعت في غرامهم.
-الرجال يغشون لانهم قادرون على الغش. فهم يعرفون ان زوجاتهم يعتمدن عليهم وان الزوجات يخشين الوحدة وهن بحاجة الى معيل. فالاغلب ان الزوجات اذا اكتشفن العلاقة الجديدة سيقبلن بها مرغمات. فليس هناك ما يخسره الرجل الذي يغش.
-الغش عند الرجال احيانا نوع من الانتقام من الزوجة: فهي قد تكون قد قصرت في ناحية من النواحي، او تفوهت بكلام جارح. . . والعلاقة بالاضافة الى كونها انتقاما، تحقق غرضا اخر هو انها تؤكد له انه لا يزال رجلا فحلا تعشقه النساء.
وما هي علامات الرجل الذي يغش؟ تتمتع المرأة بحس نافذ يمكنها من معرفة الرجل الغشاش. بامكانها ان تحس بفطرتها ان الرجل اصبح اكثر اهتماما بلياقته البدنية وبملابسه واصبح لديه اهتمامات جديدة. ولكن تطرأ على الرجل ايضا تغيرات صغيرة يمكن ملاحظتها بشيء من الاهتمام. يكثر خروجه مع رفاقه في سهرات متكررة. تزداد رحلات العمل الى خارج المدينة التي يعيش فيها.يعمل في المكتب حتى ساعات متأخرة.
واصبحت الانترنت في الوقت الحاضر تحديا كبيرا تواجهه الاسر المرهقة. فليس ضروريا ان يخرج الرجل من بيته ليتعرف الى امرأة مثيرة. يكفي ان ينزوي في بيته مع جهاز كومبيوتر ليتحدث الى مئات من النساء الراغبات في اقامة علاقات غرامية. وبنقرات قليلة من الفأرة يتمكن الرجل غير الراضي في بيته ان يتصل بعدد لا يحصى من النساء اللواتي يبحثن عن الحب.
وقد يقنع الرجل نفسه بانه لا يغش مادام هو لم يلتق بالمرأة لقاء حقيقيا بل هو "يتسلى" بالحديث معها عن طريق الانترنت. ولكن نادرا ما يبقى الوضع في درجة التسلية مدة طويلة.
يطرأ تغير واضح في مزاجه العام. قد يصبح اكثر مرحا واكثر انفتاحا. وقد يصبح اكثر انعزالا. وقد يصبح اسرع انزعاجا من ضوضاء الاولاد وقليل الاهتمام بمشاركتهم العابهم او مساعدتهم بدروسهم. وقد يتحين الفرصة لاحداث مواجهة ساخنة مع الزوجة ليبرر هروبه من البيت.
يضاف الى ذلك تغير في عادات العمل. قد يخرج الى العمل مبكرا او متأخرا عن العادة. او قد يزيد عمله في وقت السهرات فلا يعود الا في وقت متأخر الى البيت. وقد يصبح نتيجة لذلك قليل الاهتمام بمشاركة الاسرة في نزهاتها مثلا مفضلا ان يبقى في البيت بسبب كثرة اعماله على الكومبيوتر.
وقد لا تجده الزوجة في مكتبه - بشكل متكرر - اذا اتصلت به هاتفيا.
ولكن يجب التنبيه الى ان تغييرا من هذا النوع ليس بالضرورة اشارة الى علاقة غرامية جديدة في حياة الزوج. فليس مبررا اذا لاحظت الزوجة تغيرا في السلوك العام لزوجها ان تهب في وجهه متهمة اياه بالغش والخيانة.
اذا كانت الزوجة تشعر بالقلق من ان زوجها ربما يغش فعليها ان تسأل نفسها عن السبب المحتمل وراء هذا الغش.
الرجال – وان كانوا نادرا ما يعبرون عن ذلك – بحاجة الى الشعور بالحب والتقدير والقبول تماما مثلما هن النساء. الرجل بحاجة ان تجلس الى جانبه زوجته وتلمس يده ووجهه بحنان. وتهمس في اذنه بانها تحبه وبانها تقدر ما يقوم به من اجل الاسرة. وتسأله عن احواله.
لتضع الزوجة الاطفال في غرفة نومهم في وقت مبكر. ولتعمل من اجل قضاء وقت ممتع مع الزوج على اكلة اعدتها خصيصا له لانها تعرف انه يحبها او لتخرج معه للقيام بزيارة لاصدقاء او لاهل او لمشاهدة فيلم سينمائي...
فالعلاقات الغرامية لا تدمر العلاقة بين الزوجين. العلاقات الغرامية هي نتيجة لعلاقة مدمرة اصلا بين الزوجين